روائع مختارة | واحة الأسرة | أولاد وبنات (طفولة وشباب) | كيف أتخلص من مشاهدة الأفلام الإباحية.. والتحدث مع الشباب عبر النت؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > أولاد وبنات (طفولة وشباب) > كيف أتخلص من مشاهدة الأفلام الإباحية.. والتحدث مع الشباب عبر النت؟


  كيف أتخلص من مشاهدة الأفلام الإباحية.. والتحدث مع الشباب عبر النت؟
     عدد مرات المشاهدة: 3033        عدد مرات الإرسال: 0

السؤال.. السلام عليكم.. كيف أتخلص من مشاهدة الأفلام؟!

والله أعرف أنها حرام ولكني أتفرج عليها وبعدما أفرغ أندم وأستغفر، وأبقى أسبوعا أو شهرا وأرجع مرة ثانية، حتى أني أذهب للحرم وأدعو وأقول:

يا رب استر علي واهدني، وبعد فترة وكأن لم يكن شيء!! أتمنى أن تدعوا الله لي وترشدوني إلى الطريق الصحيح.

وإذا توقفت عن مشاهدة الأفلام أكلم شابا تعرفت إليه بالمسنجر، وأندم وأحذفه ولكن بعد فتره أرجع وأضيفه وأدردش معه.

يعني أني لا أقدر على أن أبتعد عن الشيئين، فلا بد من أن أكلم الشاب أو أن أتفرج على الأفلام، والله إني قد تعبت.

وما أريد أن أعيش في هذا الوضع، بصراحة خائفة من عقاب

ربي!! ولكن لماذا أنا أنسى فترة ثم أرجع؟! يارب زوجني واستر علي!!

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ علا حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع.

ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يتجاوز عن سيئاتك، وأن يقوي عزيمتك.

وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يباعد بينك وبين الحرام كما باعد بين المشرق والمغرب.

وأن يمنّ عليك بزوج صالح طيب مبارك، يكون عونًا لك على طاعته ورضاه، وتعانين به على غض بصرك وتحصين فرجك.

وبخصوص ما ورد برسالتك - ابنتي الكريمة الفاضلة – فإن الشيطان – لعنه الله – هو العدو الأكبر للإنسان، كما بيّن الله تبارك وتعالى بقوله: {إن الشيطان لكم عدوٌ فاتخذوه عدوًّا} وقال أيضًا: {الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء}.

هذا الشيطان يحرص ألا يترك الإنسان بلا عمل أو وظيفة، لأن العبد إما أن يعمل في خدمة مولاه وسيده – وهو الله – وإما أن يعمل في خدمة الشيطان.

فما دام الشيطان يجد لديه الفرصة لكي يفسد علاقة العبد بربه فإنه يجتهد في ذلك بكل الوسائل المتاحة، ولذلك يستغل هذا الفراغ الذي تعانين منه، بدلاً من أن يكون فراغًا مفيدًا ونافعًا يتحول إلى فراغ فاسد ومدمر وقاتل ومخرب.

فالشيطان هو الآن الذي يقود زمامك ويدفع بك إلى فعل تلك المنكرات والمعاصي مع نفسك، مع نفسٍ أمّارة بالسوء وهوىً متبعا منك، والسبب في ذلك كله عدم وجود هدف كبير في حياتك إلى الآن، فأنت ليس في حياتك هدف كبير تخططين له وتسعين لتحقيقه، وإنما العملية الدراسية تمر بصفة رتيبة روتينية ولا تستغرق أو لا تحتاج إلى هذا الجهد الجهيد الذي يجعلك تُصرفين عن هذه المعاصي إليه.

لذلك يجب لحل هذه المشكلة – ابنتي الفاضلة عُلا – أن تضعي أمامك هدفًا، ما هو هذا الهدف؟ خططي لنفسك لتحقيق شيء كبير يستغرق منك معظم هذا الوقت حتى الفرصة أمامك لا للتفكير في المعاصي ولا لفعلها ولا للوقوع فيها.

كما أتمنى أن تفكري في حفظ القرآن الكريم كاملاً، أن تجعلي هذا هدفًا، تقولين (هذا العام سوف أحفظ القرآن الكريم كاملاً) وبالتالي تبحثي عن دور التحفيظ النسوية التي تهتم بتحفيظ النساء، إذا لم يتوفر ذلك فمن الممكن عن طريق إحدى الأخوات الحافظات المحفظات المتقنات.

وتبدئين بذلك بكميات تتناسب مع حجم الوقت الذي لديك، حتى لا تعطلي مشروع الدراسة النظامية أيضًا، بشرط أن تجعلي وقت الفراغ كله لهذا الأمر قدر الاستطاعة.

إذا شعرت بنوع من الملل فمن الممكن أن تنوعي: ما المانع أن تضعي أمامك هدفا أن تقرئي – مثلاً – فقه الأسرة في الإسلام؟ كل ما يتعلق بالأسرة في الإسلام من بداية الخِطبة إلى أن يموت الإنسان، أو من بداية الولادة إلى أن يموت الإنسان.

تعرفين هذا الجانب، خاصة - بإذن الله تعالى – ستصبحين قريبًا زوجة، ونسأل الله أن يمنّ عليك بذلك عاجلاً غير آجل، فتعرفين على الأقل ما هي حقوق الزوج على زوجته والزوجة على زوجها، وما هو الواجب تجاهه هو وتجاه أهله وتجاه أبنائها في المستقبل.

وكيف تربي أبناء متميزين كسعد ابن عبادة، وسعد بن أبي وقاص، وكذلك أبو عبيدة بن الجراح، عمر بن الخطاب، أبو بكر الصديق، عثمان بن عفان، علي بن أبي طالب – - رضي الله عنهم جميعًا – هؤلاء العمالقة لم يأتوا من فراغ.

سيدنا الزبير بن العوام - رضي الله عنه – ربته أمه أروى بنت عبد المطلب وبدأت في تربيته وهو في سن الثانية أو الثالثة من عمره، كانت تأخذه إلى الظلام الحالك وتقول له (ارجع يا زبير من حيث أتيت) فيبكي في الأول، لأنه يرى أنه لا يستطيع أن يبصر موضع قدميه.

ولكنه مع تكرار المحاولة نزع الله الخوف من قلبه، فما أصبح يخاف أحدًا سوى الله، ولذلك جعله الله أسدًا من أسوده وقهر به الرومان والفرس في معارك متكررة متنوعة.

فأنا أقول بارك الله فيك ضعي أمامك هدفا كبيرا، هذه الأهداف سوف تأخذ منك وقتًا كبيرًا، ولكن بشرط أن تُلزمي نفسك بها. كذلك ما المانع أن تقرئي في التاريخ الإسلامي، كتاب (البداية والنهاية) لابن كثير من أوله إلى آخره، بدءا من تاريخ الدنيا إلى أن وصل إلى الزمن الذي كان فيه، فكرة رائعة أن تدرسي تاريخ العالم كله، وتكوني مثقفة واعية.

كذلك ما المانع بارك الله فيك أن تدرسي مثلاً تفسير القرآن الكريم كاملاً، قراءة عامة عادية. في الفقه الإسلامي، هل أنت قرأت كتاب الطهارة كاملاً أختِي عُلا؟! هل قرأت كتابًا في الصلاة أخِتي عُلا؟! ستجدين هناك قصورا كبيرا، ولذلك إيمانك ضعيف والشيطان يضحك عليك.

فإذن أتمنى أن تضعي مشروعًا كبيرًا وأهدافا سامية أمامك حتى تستغرقي هذا الفراغ الذي لديك ولا يجد هذا العدو فرصة لأن يستحوذ عليك، وهذا أولاً.

ثانيًا: أتمنى أن تجتهدي في إلزام نفسك بترك هذه الأشياء، لأنه لن ينُقذ عُلا إلا علا نفسها، وإذا لم تنقذ نفسها فلن ينقذها أحد، لن يُخرجك مما أنت فيه إلا أنت شخصيًا، مهما حاولت أي قوة أن تساعدك فلم ولن تستطيع، لماذا؟ لأن هذه معاص سرية بينك وبين الله لم يطلع عليها أحد سوى الله.

أنا أسألك سؤالاً: تصوري أن هناك كاميرا تصوير فوق رأسك تنقل صورتك إلى أبيك وأمك، ما رأيك هل كنت ستفعلين هذه الأشياء – أخِتي عُلا - ؟! إذن لماذا لم تستحي من الله الجليل جبار السموات والأرض.

وهو يقول: {وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير} ويقول: {يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم} إذا كانت هناك كاميرا أو إذا كانت هناك فتحة في الباب يستطيع أحد من إخوانك الصغار أن ينظر منها ويرى ما تفعلين قطعًا لن تستطيعي أن تفعلي شيئًا، أليس كذلك؟

لماذا لم تجعلي الله كهذا الطفل الصغير الذي تخافين منه أن يطلع عليك وأنت على معصية – ولله المثلى الأعلى – أهان عليك مولاك لهذا الحد، وقد قال سبحانه: {ألم يعلم بأنّ الله يرى}.

خذي قرارًا بالتوقف، واجتهدي في أن تطبقيه، واستغلي هذه الأمور التي أشرت إليها، وأكثري من الاستغفار والتوبة والندم، والصلاة على النبي المصطفى محمد - صلى الله عليه وسلم – وحافظي على الصلوات في أوقاتها، حافظي على أذكار الصباح والمساء بانتظام.

واجتهدي في أن تكوني على طهارة دائمًا، وعليك بالدعاء مع البكاء والإلحاح على الله أن يعافيك من هذا، وأن يمنّ عليك بزوج صالح طيب مبارك عاجلاً غير آجل، وأن يجعلك من الحافظات بالغيب بما حفظ الله، وأن يجعلك من الصالحات القانتات.

هذا وبالله التوفيق.

الكاتب: الشيخ / موافي عزب

المصدر: الشبكة الإسلامية